كيف تتخلص من التوتر العصبي والضغوط؟

عقد مؤخراً ندوة بساقية الصاوي بالقاهرة عن الضغوط والتوتر العصبي ودور الأسرة في القضاء عليه حاضرت فيها الدكتورة فاطمة الشناوي خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية والعلاج النفسي بجامعة لندن، والتي بدأت حديثها مؤكدة أن جميعنا بشكل أو بآخر لدينا ضغوط، فالضغط النفسي عمره من عمر الإنسان، والقرآن يؤكد على هذه الحقيقة في قوله تعالى:"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ" وأكدت على أن الضغوط النفسية تعد صراعاً مع البيئة، شارحة كيف بدأت الضغوط منذ اللحظات الأولى للإنسان على الأرض والتكيف مع الوحوش، وكيف حافظ على البقاء، وكيف تطور الأمر الآن للوصول لدرجة من الإجهاد النفسي الذي أصبح مرافقاً للحياة وضربت مثالاً بالزواج كأحد النماذج التي تعد في أحد جوانبها ضغطاً لأنه نوع جديد من الحياة لأنه يمثل تغييراً في الوظيفة، ويعني دخول ناس جديدة في حياتنا ومسئوليات جديدة.
ما هو الضغط النفسي؟
وبالتالي يمكن تعريف الضغط النفسي بأنه استجابة فسيولوجية وسيكولوجية من الإنسان بعد التعرض لضغوط نفسية وسلوكية، مثل المشاحنات الزوجية والمشاحنات في العمل، والاختناقات المرورية، وكل هذا لا يستلزم رد فعل عضلي، وتأتي حصيلة التأثر بالمتغيرات الخارجية واعتلال العقل الذي يعد نقطة البداية في اعتلال البدن، ولو فقدنا الانسجام بين المتغيرات العقلية وما يحيط بنا من ظروف يحدث التوتر العصبي والتعب يبدأ بالأعضاء وينهش في الجسد، وتحدث عمليات تبادلية غاية في التعقيد، فهناك دائماً عملية اتزان بين الأجهزة حين نتعرض لاجهاد نفقده حين يحدث ضغط، والناس تختلف حسب المستوى الثقافي والاجتماعي، وشبكة العلاقات الاجتماعية لدرجة تعرضها للضغط العصبي، وحين نقع تحت وطئة الضغط العصبي نبدأ في رد الفعل.
دور الأسرة
وتشير الدكتورة فاطمة لأهمية دور الأسرة في دعم الشخص الذي يعاني من التوتر أو الضغط العصبي او الاكتئاب أكثر مما يحدث لو تعرض له الشخص بمفرده، فدعم الأسرة يسرع بالشفاء، ودائماً نحن بحاجة إلى الدعم والمساندة كمــــــا أن الطـــــفل لو نشأ فـــــــي أسرة متماسكة نفسياً وأسرياً تصبح استجابته متزنة عند تعرضه للضغوط.
تغيرات فسيولوجية
وتشرح ما يحدث عند التعرض للضغط النفسي : يبدأ الجسم يستنفر الجهاز العصبي وهو يقود كل شيء في الجسم وهو ينبه أن هناك مشكلات، فيحدث ارتباك في الوظيفة، ولو استمر تتأثر بقية أجهزة الجسم، ويبدأ القلب يعمل سريعاً ويعلو ضغط الدم ويسرع التنفس وتتوتر العضلات ويظهر هذا بوضوح عند التصارع بين اثنين ويحدث أحياناً تصلب الشرايين وتزداد عوامل تجلط الدم وقد تسبب جلطة، وتظهر أمراض نفسجسمية مثل الشريان التاجي، والصدفية والقولون والصداع النصفي واستمرار الإرهاق النفسي يؤدي للمرض.
الضغط النفسي الايجابي
هو قدر محدود من الضغوط ضروري للحياة يلزم لتنبيه العقل والوجدان، وهو مرافق للحياة وضروري لها، ولابد من الضغوط في الحياة حتى تستمر، ومن دلائل الضغوط التفكير المبدع ويقظة العقل والإنتاج في العمل، ومن أسباب إنتاج الشخصية، ولابد من وضع حتى الطفل في بعض الأوقات الصعبة البسيطة مثل عدم تلبية كل طلباته، فلو شب ووجد كل ما يطلبه موجود لن يتحمل المسئولية وهو كبير ولن يتحمل الضغوط أيضاً لذلك لابد من قدر من عدم تنفيذ جزء من رغبات الطفل، فلابد من جزء من المنع والتدريب على التأجيل، فهذا يساعد على إنضاج الطفل.
مسببات الضغط النفسي السلبي
هي ضغوط التكيف الصعبة مثل المشاكل مع العمل أو الزوج، وكلما قدر الإنسان على التكيف كلما قدر على الحياة بسهولة ويسر، وهناك أمور كثيرة تغيرت مثل التكنولوجيا والطب ومظاهر الحياة المختلفة كل هذا يمثل ضغوطاً خاصة للأجيال السابقة.أيضاً من أسباب الضغوط الإحباط فأغلب الشباب محبط بسبب البطالة فبعد سنوات التعليم الطويلة لا يعمل فيشعر بالغضب واليأس والإحباط، وهناك ضغط المسئوليات على الناس، فالمال قليل والوقت لا يسمح للقيام بكل ما نريد، والظروف الحالية غير مواتية، علاوة على ما سبق هناك الاحساس بالوحدة أحياناً يؤدي بكبار السن عند الخروج على المعاش إلى الاكتئاب أو الانتحار وهنا يكون للأسرة دور كبير في دعمهم والذهاب بهم إلى الطبيب واعطائهم الأدوية كما أن الضوضاء تسبب نوعاً من الضغوط فهي تسبب نوعاً من الإجهاد على الجهاز العصبي.
وتشير الدكتورة فاطمة إلى أن الإنسان الواثق بنفسه وبقدراته أقل عرضة للتأثر بالضغوط النفسية، فلديه القدرة على تعديل نظام الحياة، فالإنسان الذي يرى نفسه ليس له قيمة أكثر عرضة للضغط النفسي وكذلك الشخص القلق، كما أن علاقات الشخص بالآخرين من أهم محددات التحكم في الضغط النفسي فإذا كانت العلاقات جيدة فهذا يعني حياة سهلة وتكيف مع الضغوط.
كيف تتغلب على الضغوط ؟
وفي النهاية تعطي الدكتورة فاطمة "روشتة" للتغلب على الضغوط المختلفة والتكيف معها:
1.معرفة الشيء تساعد على حله، فلابد من أن نفتت الضغوط التي علينا، بأن نعرفها ونشخص الضغوط ونعرف ماهيتها وتأثيرها وكيف أتغلب عليها.
2.اتخاذ موقف إيجابي من الحياة، فالحياة كلها تجربة مهما كانت صعبة تعلمنا الصلابة والقوة، والله لا يفعل شيئاً سيئاً أبداً، وربنا يعوضنا عما نفقد، وعلينا ألا نيأس بسهولة، والصبر مفتاح الفرج، ولابد أن نكون متفائلين، ولابد من اتخاذ موقف إيجابي من الحياة.
3.تخطيط وتنظيم وحسن إدارة الوقت، ولابد من دقة المواعيد، فالوقت هو الحياة، ولو احسنا إدارة الوقت سنشعر أنه ليس لدينا إجهاد عصبي.
4.نغير أسلوب حياتنا.
5.ممارسة الرياضة: المشي لمدة نصف ساعة مرتين أسبوعياً.
6.التغذية الجيدة المتوازنة.
7.إجادة فن الاسترخاء.
8.الضحك والسخرية: نوع من التنفيس من الضغوط، فالضحك والسخرية تقلل من الاحساس بالضغوط والتوتر.
9.نحاول أن نكون حكماء بدون تسرع أو اندفاع في الحياة.
10.ضرورة وحتمية وجود علاقات اجتماعية فهي شبكة الأمان التي تدعمنا صحياً فهي تساعد على أماننا عند اللحظات الصعبة، وهي فرصة أمامنا كي نحرص على ما بقي لنا من علاقات، ولابد من الحرص على العلاقات الاجتماعية وصلة الرحم.
11.التمسك بالروحانيات، بأن نعود لله، وتذكر أنه ألا بذكر الله تطمئن القلوب، والإيمان بالقضاء والقدر والصلة بالله، والموازنة بين هذا وبين الطموح.
Add to Google